.. الحكومة المرفوضة !

بات من الضرورى أن تنظر مؤسسة الرئاسة الى الأوضاع فى البلاد بمنظور أوسع وأشمل ،وأن تسعى إلى لم الشمل ،فوفقا لما قاله المتحدث الرسمى باسم حزب النور نادر بكار فان الأخوان رفضوا طلبا تقدم به الحزب لإقامة حكومة ائتلافية ، وأن أهم الإقتراحات التى عرضها الحزب على الرئيس محمد مرسى هى ضرورة تشكيل حكومة بديلة عن الحكومة الحالية لأن أداء الدكتور هشام قنديل انتقل من المستوي الذي لا يرضي أحد عنه الي وجود نزيف يوميا سواء كان بشريا أو ماديا ولم نحصل من هذه الحكومة علي أي نتائج مرجوة حتي في الفترة الانتقالية المتبقية لها فطالبنا بتعديل الوزارة أو أبرز الوزارات التي يكون علي أدائها علامات استفهام كبيرة وسببت مزيدا من الاحتقان.
ويتزامن مع ذلك تأجيل الحوار الوطنى ،وتصاعد الغضب الشعبى لعدم الاستجابة لمطالب المتظاهرين ،وعجز الحكومة عن الحد من المشكلات التى تتفاقم يوما بعد يوم إذ لم يتحقق شىء من برنامج المائة يوم لتلبية الإحتياجات الأساسية للمواطنين،وتأكد انفصال الحكومة عن الواقع المر الذى يعيشه الشعب ،وغياب الرؤية الشاملة لها ،وهو ما دعا البعض إلى الدعوة لإعادة ترشيح الدكتور كمال الجنزورى لرئاسة الحكومة للمرة الثالثة بعد الحكومتين السابقتين فى عهد الرئيس السابق حسنى مبارك ،والمجلس الأعلى للقوات المسلحة خلال الفترة الانتقالية ،باعتبار أنه لا ينتمى الى أى فصيل سياسى ،لكن هناك قيادات فى ألأخوان لديها تحفظات عليه.
# والحقيقة أن تغيير الحكومة يجب ان يكون فى اطار نظرة أشمل من ذلك ،فليست المشكلة فى شخص رئيس الوزراء فقط ،بل انها أبعد من ذلك بكثير وتمتد لتشمل الحدود المسموح له بالتحرك فيها وعدم فرض اسماء بعينها عليه ،فيكون حرا فى اختياراته وتتم محاسبته فى حالة الإخفاق .
ان مصر زاخرة بالكفاءات فى كل المجالات التى تستطيع ان تخرجنا من المازق الراهن .. فمتى يستمع من بيدهم الأمر الى صوت العقل والحكمة ؟.