بالمستندات.. نيل الغربية لم يعد خالدا !
الجمعة سبتمبر 16, 2011 8:50 pm
في محافظة الغربية.. لم يعد نهر النيل خالدا, وأصبحت مياهه سببا لاصابة المواطنين بالأمراض, بعد أن كان شريان الحياة, حيث فقد قدسيته التي منحها إياه المصري القديم, الذي كان يقسم أنه لم يلوث ماء النهر, وأصبح النيل بفرعيه رشيد ودمياط اللذين يخترقان جسد الغربية, بمراكزها الثمانية, وقراها الـ317 وتوابعها, مستباحا,
<="" div="" border="0">
خاصة بعد أن استحل المواطنون علي ضفافه انتهاك حرمته, فأقاموا المباني المخالفة علي طرح النهر, ولم يكتفوا بذلك وإنما ألقوا بمياه الصرف غير الصحي في جوفه, رغم أنه المصدر الرئيسي للمواطنين في مياه الشرب, وري الأراضي الزراعية.. علما بأن خدمة الصرف الصحي تغطي مدن المحافظة الثماني, بالإضافة إلي70 قرية, وجار العمل لإدخال هذه الخدمة لنحو139 قرية خلال الفترة المقبلة, من إجمالي عدد القري البالغ.317 ورغم دوي الصرخات والأستغاثات, مما أصاب الأكباد وأمراض الأجساد, فإن المسئولين عن النهر الذي كان خالدا لم يحركوا ساكنا, واكتفوا برفع التقارير التي يحفظها علي الأرفف.. ولعل خير دليل علي ذلك ناقوس الخطر الذي دقه المهندس محمد عبدالمنعم عبدالمطلب, رئيس الإدارة المركزية لإقليم صرف وسط الدلتا, في المذكرة التي جاء بها: تتفقون سيادتكم معنا في الرأي بأن ظاهرة تلوث مياه المجاري المائية, وخاصة المصارف بمنطقة وسط الدلتا أصبحت من الظواهر السلبية, وذلك للنتائج الخطيرة المترتبة علي تلوث هذه المياه, والتي تؤثر تأثيرا مباشرا علي صحة المواطنين بمنطقة وسط الدلتا, وهذا يحتم علينا جميعا أن تتضافر جهود كافة الأجهزة المعنية لوضع الحلول المناسبة والسريعة للقضاء علي تلك الظاهرة, ويضيف: يعتبر مصرف الغربية الرئيسي من أكثر المصارف للتلوث نتيجة صرف مياه الصرف الصحي والصناعي غير المعالجة حيث يتم صرف مخلفات السيب النهائي لعدد14 منشأة صناعية و22 محطة صرف صحي بمحافظات الغربية وكفر الشيخ ودمياط, وتمثل محافظة الغربية أكبر نسبة لمصادر التلوث لهذا المصرف, حيث يتم إلقاء مخلفات السيب النهائي غير المعالج لعدد40 مصنعا, كما يتم صرف السيب النهائي غير المعالج لعدد9 محطات صرف صحي تقع بزمام محافظة الغربية.
ويبلغ إجمالي كميات الصرف الصحي غير المعالج التي تصب بمصرف الغربية الرئيسي حوالي243 ألف متر مكعب يوميا, بالإضافة إلي7200 متر مكعب صرفا صناعيا غير معالج, مشيرا إلي أن هذه الكميات تؤدي إلي تلوث مياه الصرف التي يتم خلطها بمياه بعض الترع لاستخدامها في ري الإراضي الزراعية.
في الوقت نفسه, فإن نتائج تحليل العينات المأخوذة من السيب النهائي لمحطات معالجة الصرف الصحي التابعة لشركة مياه الشرب والصرف الصحي بالغربية تؤكد عدم مطابقتها للمعايير لزيادة المواد العالقة والأكسجين المستهلك كيماويا والأكسجين الحيوي الممتص والكبريتات والزيوت والشحوم بالأضافة إلي وجود كلور مثبط وعدم مطابقتها بكتريولوجيا حيث أكد التقرير عدم مطابقة191 عينة من إجمالي195 بنسبة98%, من العينات التي تم أخذها من محطات: طنطا ونواج ومحلة مرحوم وفيشا سليم ونفيا( التابعة لمركز طنطا) والداخلية وبشبيش والمعتمدية, وصفط تراب( مركز المحلة الكبري) وسمنود ومحلة زياد وميت بدر حلاوة( مركز سمنود) والسنطة وشنراق والجعفرية( مركز السنطة) والغريب ونهطاي وسنباط وسنبو الكبري( مركز زفتي), ودماط وكفر الزيات والقضابة( مركز بسيون) والتي تلقي بمياهه في مصارف: سبرباي ومحلة مرحوم وكفر الشيخ سليم ومحلة روح وزفتي ولومانا وكتشنر وشبرا ملكان وعمر بك ونمرة5 وكلا الباب وبلاي وبركة السبع وسندبسط والعطف وسنباط ودمنور الوحش ودماط وجناج. مما يؤكد أن الشركات القائمة علي التشغيل والصيانة والتي تتقاضي ملايين الجنيهات شهريا لا تقوم بعملها علي الوجه المطلوب في ظل عدم وجود رقابة حقيقية وجادة علي هذه المحطات مما يعد إهدارا للمال العام.
ويضيف الدكتور محمد عبدالله من ابناء مركز سمنود أن جميع احواض محطات معالجة مياه الشرب والصرف الصحي متهالكة ومتوقفة عن العمل وعلي الرغم من ذلك تقوم شركة مياه الشرب والصرف الصحي بسداد مبلغ25 ألف جنيه شهريا للمقاول المسئول عن التشغيل, أما في مركز زفتي, فإن نهر النيل يشهد تعديات صارخة, حيث تلقي كل المنشآت المقامة بطرح النهر, وعلي جانبيه, بشتي أنواع الصرف غير الصحي, مما يجعل النهر يجأر بالشكوي طول رحلة مروره بمحافظة الغربية, بفرعيه: رشيد ودمياط.
الأهرام يدق ناقوس الخطر; لوقف هذه التعديات الصارخة علي نهر النيل, بمحافظة الغربية, والتي يأتي علي رأسها, إلقاء مياه الصرف بمجري النهر, علي مرأي ومسمع من كل المسئولين في الدولة, مما ينذر بوقوع أخطار فادحة, تهدد صحة المواطنين بخطر الإصابة بالعديد من الأمراض.
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى