اي الإسلام أفضل
الأحد يناير 02, 2011 1:52 am
خرج البخاري من حديث :
بريد بن عبد الله بن أبي بردة عن جده أبي بردة
عن أبيه أبي موسى قالوا : يا رسول الله لِلَّهِ أي
الإسلام أفضل ؟ قال : " من سلم المسلمون من لسانه ويده " .
وخرجه مسلم - أيضا - ، وخرج - أيضا - من
حديث عبد الله بن عمرو أن النبي صلى الله عليه
وسلم سئل : أي المسلمين خير ؟ قال : " من سلم
المسلمون من لسانه ويده " -
فعلى هذه الرواية : أي المسلمين خير ؟ وفي
رواية أبي موسى : أي الإسلام أفضل ؟
. قال ابن رجب : والذي ظهر لي في الفرق بين " خير " أن
لفظ " أفضل " إنما تستعمل في شيئين اشتركا في
غير فضل ، وامتاز أحدهما عن الآخر بفضل
اختص به ، فهذا الممتاز قد شارك ذاك في الفضل
واختص عنه بفضل زائد فهو ذاك . وأما لفظه "
خير " فتستعمل في شيئين : في كل منهما نوع من
الخير أرجح مما في الآخر سواء كان لزيادة عليه
في ذاته أو في نفعه أو غير ذلك ، وإن اختلف
جنساهما فترجيح أحدهما على الآخر يكون بلفظة
خير ، فيقال مثلا : النفع المتعدي خير من النفع
القاصر ، وإن كان جنسهما مختلفا ويقال : زيد
أفضل من عمرو ، إذا اشتركوا في علم أو دين
ونحو ذلك ، وامتاز أحدهما على الآخر بزيادة .
وإن استعمل في النوع الأول لفظة " أفضل " مع
اختلاف الجنسين ، فقد يكون المراد : أن ثواب
أحدهما أفضل من ثواب الآخر وأزيد منه ، فقد
وقع الاشتراك في الثواب وامتاز أحدهما بزيادة
منه - وحينئذ - فمن سلم المسلمون من لسانه ويده
إسلامه أفضل من إسلام غيره ممن ليس كذلك ،
لاشتراكهما في الإتيان بحقوق الله في الإسلام من
الشهادتين و إقام الصلاة وإيتاء الزكاة ونحو ذلك ،
وامتاز أحدهما بالقيام بحقوق المسلمين ، فصار
هذا الإسلام أفضل من ذاك . و أما المسلم : فيقال :
هذا أفضل من ذاك لأن إسلامه أفضل من إسلامه
ويقال : هو خير من ذاك لترجيح خيره على خير غيره وزيادته عليه .
خرج البخاري ومسلم من حديث :
- يزيد بن أبي حبيب ، عن أبي الخير ، عن عبد
الله بن عمرو أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه
وسلم : أي الإسلام خير ؟ قال : تطعم الطعام
وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف .
وخرجه مسلم أيضا
. جعل النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث خير الإسلام : إطعام الطعام
وإفشاء السلام . وفي " المسند " عن عمرو بن
عبسة أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم : ما
الإسلام ؟ قال : " لين الكلام وإطعام الطعام " .
ومراده : الإسلام التام الكامل . وهذه الدرجة في
الإسلام فضل ، وليست واجبة ، إنما هي إحسان .
وأما سلامة المسلمين من اللسان واليد فواجبة إذا
كانت من غير حق ، فإن كانت السلامة من حق
كان - أيضا - فضلا .
صلى الله على سيدنا محمد و على آله و صحبه وسلم
( نسأل الله أن يرزقنا إيمانا صادقاً و يقينا لاشكّ فيه )
( اللهم لا تجعلنا ممن تقوم الساعة عليهم و ألطف بنا يا الله )
( و الله الموفق )
========
بريد بن عبد الله بن أبي بردة عن جده أبي بردة
عن أبيه أبي موسى قالوا : يا رسول الله لِلَّهِ أي
الإسلام أفضل ؟ قال : " من سلم المسلمون من لسانه ويده " .
وخرجه مسلم - أيضا - ، وخرج - أيضا - من
حديث عبد الله بن عمرو أن النبي صلى الله عليه
وسلم سئل : أي المسلمين خير ؟ قال : " من سلم
المسلمون من لسانه ويده " -
فعلى هذه الرواية : أي المسلمين خير ؟ وفي
رواية أبي موسى : أي الإسلام أفضل ؟
. قال ابن رجب : والذي ظهر لي في الفرق بين " خير " أن
لفظ " أفضل " إنما تستعمل في شيئين اشتركا في
غير فضل ، وامتاز أحدهما عن الآخر بفضل
اختص به ، فهذا الممتاز قد شارك ذاك في الفضل
واختص عنه بفضل زائد فهو ذاك . وأما لفظه "
خير " فتستعمل في شيئين : في كل منهما نوع من
الخير أرجح مما في الآخر سواء كان لزيادة عليه
في ذاته أو في نفعه أو غير ذلك ، وإن اختلف
جنساهما فترجيح أحدهما على الآخر يكون بلفظة
خير ، فيقال مثلا : النفع المتعدي خير من النفع
القاصر ، وإن كان جنسهما مختلفا ويقال : زيد
أفضل من عمرو ، إذا اشتركوا في علم أو دين
ونحو ذلك ، وامتاز أحدهما على الآخر بزيادة .
وإن استعمل في النوع الأول لفظة " أفضل " مع
اختلاف الجنسين ، فقد يكون المراد : أن ثواب
أحدهما أفضل من ثواب الآخر وأزيد منه ، فقد
وقع الاشتراك في الثواب وامتاز أحدهما بزيادة
منه - وحينئذ - فمن سلم المسلمون من لسانه ويده
إسلامه أفضل من إسلام غيره ممن ليس كذلك ،
لاشتراكهما في الإتيان بحقوق الله في الإسلام من
الشهادتين و إقام الصلاة وإيتاء الزكاة ونحو ذلك ،
وامتاز أحدهما بالقيام بحقوق المسلمين ، فصار
هذا الإسلام أفضل من ذاك . و أما المسلم : فيقال :
هذا أفضل من ذاك لأن إسلامه أفضل من إسلامه
ويقال : هو خير من ذاك لترجيح خيره على خير غيره وزيادته عليه .
خرج البخاري ومسلم من حديث :
- يزيد بن أبي حبيب ، عن أبي الخير ، عن عبد
الله بن عمرو أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه
وسلم : أي الإسلام خير ؟ قال : تطعم الطعام
وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف .
وخرجه مسلم أيضا
. جعل النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث خير الإسلام : إطعام الطعام
وإفشاء السلام . وفي " المسند " عن عمرو بن
عبسة أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم : ما
الإسلام ؟ قال : " لين الكلام وإطعام الطعام " .
ومراده : الإسلام التام الكامل . وهذه الدرجة في
الإسلام فضل ، وليست واجبة ، إنما هي إحسان .
وأما سلامة المسلمين من اللسان واليد فواجبة إذا
كانت من غير حق ، فإن كانت السلامة من حق
كان - أيضا - فضلا .
صلى الله على سيدنا محمد و على آله و صحبه وسلم
( نسأل الله أن يرزقنا إيمانا صادقاً و يقينا لاشكّ فيه )
( اللهم لا تجعلنا ممن تقوم الساعة عليهم و ألطف بنا يا الله )
( و الله الموفق )
========
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى