والدة أحمد أبوالنجا المتهم فى هجوم رفح تروى لـ«الوطن» تفاصيل الاتصال الأخير قبل مقتله
الأربعاء أكتوبر 03, 2012 12:12 am
والدة المتهم
كشفت مكيزة عبدالسميع والدة أحمد أبوالنجا، المتهم بقتل ضباط وجنود القوات المسلحة فى هجوم على النقطة الحدودية فى رفح فى شهر رمضان الماضى فى حوارها مع الوطن، أن أحمد بمجرد خروجه من المعتقل فى مارس 2011، سكن معها فى شقه الأسرة فى شارع الخطيب بمنطقه الدقى، هو وزوجته الثانية، وطفلاه عبدالله ومحمد، وقالت إنه أخبرها أنه سيذهب للعمل فى مزرعة للزيتون فى سيناء، ملك أحد أصدقائه، وذلك حتى يكفيهم شر مباحث أمن الدولة التى ما زالت تعمل بكل طاقتها رغم التصريحات بحل الجهاز، وإنه برر لها سفره بأنه لا يريد أن يحدث لشقيقه وزوج شقيقته ما حدث فى السابق من قبَل الضباط الذين قبضوا عليهما وعذبوهما لإجباره على تسليم نفسه، وطلب منها أن تدعو له، ولما سألته قال لها لأنه حان الوقت للانتقام من إسرائيل، وما يحتاجه البيت يحرم على الجامع، وأنه سيمنع هو وأصدقاؤه تصدير الغاز إلى إسرائيل.
وتتابع والدته التى تبلغ من العمر 60 سنة: «أخذ أسرته وذهب إلى سيناء وعمل هناك فى مزرعة زيتون، وكان دائم الاتصال بى، وأخبرنى أنه بصحة جيدة، وبعد كل تفجير لخطوط الغاز، كان يتصل ويقول لى إنه والإخوة نفذوا هذه العملية، وإنهم سيكررون هذه التفجيرات إلى أن يتم وقف تصدير الغاز.
وتكمل والدته: «كان يطلب منى أن أدعو له وللإخوة معه، وعندما كانت تتصل زوجته كانت تخبرنى بأنه بخير، وأنها لا تعرف عنه أى شىء سوى أنه يعمل فى مزرعة للزيتون، وكان يقضى 4 أيام فى العمل ويومين إجازة، وفى إجازته كان يظل فى المنزل، ولا يخرج إلا للصلاة، ونظراً لارتباطه بابنه عبدالله كان يأخذه معه إلى الصلاة، ويذهب به إلى بعض المشايخ لتحفيظ القرآن، فى هذه السن المبكرة، وكان يتمنى من الله أن يختم عبدالله القرآن قبل بلوغه 10 سنوات، وهذا كان الحلم والهدف الثانى فى حياته بعد الانتقام من إسرائيل».
وبشأن هجوم رفح الذى راح ضحيته 17 جندياً وضابطاً مصرياً، تقول الأم: «اتصلت به على الفور، ولما سمعت جرس الهاتف ارتاح قلبى، ثم رد علىّ، وقال: خير يا أمى؟ فقلت له: ماذا حدث فى سيناء؟ فرد علىّ: إسرائيل هاجمت إحدى النقاط الحدودية، وقتلت عدداً من الضباط والجنود، ولما سألته مرة أخرى عن علاقته بالحادث، قال لى: حرام عليكِ يا أمى، أنا لن أقف أمام الله ويدى ملطخة بدماء مسلم، ولن أستطيع تحمل هذا الذنب، ولو كنت أريد قتل أحد لقتلت ضباط أمن الدولة، الذين فعلوا معى ومع باقى الإخوة ما لا يستطيع تحمله بشر، حتى إننى من كثرة التعذيب بالكهرباء، أصبحت أصلح كل أعطال الكهرباء فى المنزل، دون الاعتماد على أى عامل كهربائى، وأصبحت أمسك الكهرباء بيدى ولا أشعر بها، فبعد كل ذلك من الأولى أن أقتله، خاصه أن البلاد تشهد حالة انفلات أمنى، كما أننى أعرف هؤلاء الضباط، وأعرف منازلهم أيضاً، وأطفالهم، ولكننى لم أفكر يوماً من الأيام أن أقتل أحداً منهم، لأنهم فى النهاية مسلمون، ويقولون لا إله إلا الله محمد رسول الله».
وتكمل الأم: «بعد ذلك اطمأن قلبى، وفى نهاية المكالمة طلب منى أن أدعو له، وقال لى إنه يشعر برائحة الموت تطارده فى سيناء، وذلك بسبب القوات المسلحة التى أصبحت مثل الأسد الجريح، الذى يضرب أى أحد أمامه لأخذ الثأر للجنود والضباط، على الرغم من أنهم يعرفون جيداً أن إسرائيل هى التى نفذت الهجوم، وسلمتهم جثثاً لا علاقه لها بالحادث، وجميعها متعفنة من فترة، ومقتولة قبل الحادث بعدة أيام، ولكن ما تفعله القوات المسلحة ما هو إلا للحفاظ على ماء الوجه».
وتروى الأم، أن المكالمة انتهت بعد أن طالبت ابنها بالحفاظ على نفسه من أجل أطفاله، وأنها بعد أيام معدودة وجدت التليفون مغلقاً، وعندما اتصلت بزوجته أخبرتها أنه خرج منذ أسبوع إلى العمل ولم يعد حتى الآن، وعندما طال غيابه طلبت منها أن تعود هى وأطفالها وألا تظل فى سيناء إلى أن يظهر، ثم عرفوا خبر مقتل عدة أشخاص على يد القوات المسلحة، وأن الجثث فى مشرحة زينهم، وتم التعرف على جثته، وتسلموها وتم دفنها. وفى نهاية الحوار تطلب والدته من الرئيس مرسى أن يقف بجوار أطفاله الـ7، وتقول: «الرئيس اعتُقل وذاق الظلم، وهذا الإحساس يعرفه مرسى جيداً لأنه معتقل سابق»
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى