«سبوع المولود».. عادة مصرية بـ «القلة» والإبريق
الأحد أبريل 03, 2011 7:47 am
«سبوع المولود».. عادة
مصرية بـ «القلة» والإبريق
يشكل تجارة رائجة في أسواق الموسكي ودرب
البرابرة بالقاهرة
القاهرة: باسنت
إبراهيم
«حلقاتك برجالاتك.. حلقة دهب في وداناتك».. كلمات أصبحت من
صميم الفولكلور الشعبي، يرددها المصريون في الاحتفال بـ«سبوع المولود»،
الذي يعتبر من أبرز العادات والتقاليد المصرية العابرة للأزمنة؛ إذ لم
تتغير مظاهر الاحتفال به على مر العصور والسنين. ولا تزال الأسر المصرية،
من شمال مصر إلى جنوبها، ومن شرقها إلى غربها، تحرص على الاحتفال بمرور
أسبوع على ولادة طفلها الجديد. وعلى الرغم من تأثر هذه العادة بالحالة
الاقتصادية الصعبة عند كثير من الأسر في الآونة الأخيرة، فإنها تحرص على
إقامة «حفل السبوع» بأقل التكاليف... فهو «فأل حسن»، ولا تكتمل من دونه
طقوس الفرح بالمولود.
تبدأ تقاليد الاحتفال بـ«السبوع» من خلال شراء ما يسمى بـ«البياتة»، وهي
عبارة عن «إبريق» للمولود إذا كان ولدا، و«قُلة» مزينة بالزهور إذا كانت
«بنتا»، بالإضافة إلى ما توزعه الأسرة على ضيوف «السبوع» من الأطفال من
مكسرات وحلوى وفيشار. وتظل «كلمة السر» وراء شراء مستلزمات «السبوع»، مهما
بلغت درجة ثراء الأسرة، هي أسواق الموسكي ودرب البرابرة في القاهرة. فهذان
هما المكانان الوحيدان المتخصصان ببيع هذه المستلزمات «من الإبرة للصاروخ»،
كما يقول المثل المصري.
ففي جنبات شوارع الموسكي ودرب البرابرة تنتشر محلات صناعة «السبوع» ولف علب
الحلوى. وكلها لها غير فرع واحد داخل القاهرة. وهناك بائعو الجملة، وهم
الذين يوردون المستلزمات إلى المحلات الصغيرة المنتشرة في العاصمة، وأيضا
بائعو القطاعي الذين يتعاملون مباشرة مع المستهلكين.
يقول الحاج سعيد، صاحب أحد محلات الجملة في درب البرابرة: «تاريخ هذا الدرب
يعود إلى أكثر من خمسين سنة، ويعود لقب «البرابرة» إلى سكان الحي
الأصليين، وبمرور الوقت انتقلت الحرفة إلى أهل المنطقة الأصليين وحولوها
إلى تجارة توارثوها أبا عن جد. وعلى الرغم من تطور مستلزمات (السبوع) وظهور
المنتجات البلاستيكية والصينية فإن (البياتة) التقليدية ما زالت هي رقم
واحد في طلبات الزبائن؛ لأنها الأصل الحقيقي لـ(السبوع)؛ حيث يوضع الإبريق
في صينية بها ماء تنقع فيه (سبع حبات) من الحبوب الجافة، كالفول أو الأرز
أو العدس أو الذرة أو الحمص أو القمح، وترش على الأم والمولود أثناء الزفة،
ويرش الملح في كل مكان بالمنزل، ويلقي (المعازيم) في الصينية بعض العملات
المعدنية اعتقادا أنها توسع رزق المولود».
ويضيف الحاج سعيد: «والشمع جزء أساسي في (البياتة)؛ إذ يوضع في الإبريق أو
القلة حتى الصباح، وتفضل بعض الأسر اليوم إنارة البياتة بالكهرباء ووضع
الشمعة كحلية. وبجانب ذلك يشترى الغربال ويزين بالتل والقماش الستان، ليوضع
فيه الطفل، وتبدأ أكبر سيدة في العائلة في (دق الهون، الهاون) النحاسي
الذي لا يخلو منه أي (سبوع). وعلى الرغم من انتشار البضاعة الصينية في
السوق مثل العرائس والحصان المزين بالأنوار، فإن بعض الأسر تشتريها فقط
كلعبة للأطفال؛ لأنها لا تعبر عن روح (السبوع) المصري».
وحول تأثير ارتفاع الأسعار على مستلزمات طقوس «السبوع»، يؤكد الحاج سعيد
أنه بعد ارتفاع الأسعار «أصبحت الغالبية من الناس تكتفي بعمل (السبوع
البلدي) الذي يعتمد على (العلب الكارتونية) المملوءة بالحمص والفول
السوداني والفيشار، وتكلفة العلبة هنا لا تتعدى 50 قرشا. أما المكسرات
والشوكولاتة والملبس فلا يقبل على شرائها في (السبوع) إلا المقتدرون ماديا
فقط. وهناك بعض الأسر الثرية التي تضع قطعة شوكولاتة فاخرة مع برواز صغير
فيه صورة للطفل وكلمات معبرة عن الاحتفال بمولده، وأسر أخرى تغالي في
الاحتفال بـ(سبوع) أطفالها، فتطبع صور أطفالها على أوراق مالية وبعض قطع
الجنيهات الذهبية وتوزعها على الأطفال في حفل (السبوع)».
ويرى محمد السيد، أحد بائعي القطاعي (المفرق) في أسواق الموسكي أن
«مستلزمات (السبوع) تطورت مع الوقت، فظهرت الأكياس المصنوعة من قماش
(الأورغانزا) وأخرى من (التل) والسيلوفان اللامع.. بجانب التحف الصينية
والفخار والكريستال والخشب، بالإضافة إلى العلب الفضية المنتشرة على كل شكل
ولون».
أما عن أسعارها، فيقول: «تتراوح أسعار التحفة الصينية بين خمسة وعشرة
جنيهات، وعلب الفضيات تبدأ من 15 جنيها لتصل إلى 150 جنيها للقطعة الواحدة.
وفي النهاية، فالزبون هو من يختار ويحدد شكل (السبوع) الذي يتناسب مع ذوقه
وإمكاناته المادية. فالتحفة التي يبلغ سعرها 10 جنيهات تصل إلى 15 جنيها
بعد التزيين، وعادة ما يختار الزبون (السبوع البلدي) الذي يعتبر الأقل
سعرا؛ حيث يمكن تجهيز الفوانيس الكارتون بما تحمله من فيشار وسوداني وحمص
بتكلفة 75 جنيها لكل 100 فانوس. أما بالنسبة للطبقات العليا من المجتمع فهي
تسعى دائما إلى البحث عن كل ما غلا سعره وارتفعت قيمته، فتبدأ مستلزمات
(السبوع) لديهم من سعر 700 جنيه، حيث التحف المنقوشة بماء الذهب التي
تحتوي على أرقى أنواع الشوكولاتة و(البون بون) والمغلفة بأغلى أشكال
التغليف، ابتداء من الأورغانزا، التي تعتبر أفضل وأغلى الأنواع، وانتهاء
بالخيش، وهو الموضة الدارجة هذا العام».
وعن أغلى «سبوع»، يتذكره السيد، قال: «كان (سبوع) مولود ذكر احتفل أهله
بمجيئه بعد سنوات طويلة من الزواج، وقد تعدت تكلفته الـ28 ألف جنيه؛ إذ
أقيم في إحدى قاعات الأفراح الكبرى وتضمن عمل عقيقة للمولود وقد نقش على
التحف المستخدمة فيه اسم المولود بالذهب الخالص وأرفقت بها بطاقات (كروت)
فيها آيات قرآنية».
ويوضح أن بعض الأسر «أصبحت تكتفي حاليا بالاحتفال بقدوم المولود وفقا
للطقوس الإسلامية وعمل ما يسمى بـ(العقيقة)، وهي الشاة التي تذبح عن
المولود في اليوم السابع لولادته، وهي تعتبر سنة مؤكدة، فعلها الرسول (صلى
الله عليه وسلم)، وحث صحابته الكرام على فعلها. ومن الأفضل أن يذبح عن
الولد شاتان متقاربتان شبها وسنا، وعن البنت شاة واحدة. ويفضل البعض هذه
الطريقة الإسلامية في الاحتفال، التي تمتد فيها الفرحة إلى المحتاجين».
ويلفت السيد إلى أنه من أحدث صيحات «العقيقة» أن يكلف أهل المولود أحد
النوادي أو الفنادق بطبخها وتحويلها إلى وجبات كاملة توزع على الأقارب
والفقراء، وسط أجواء من الفرح والسرور.
مصرية بـ «القلة» والإبريق
يشكل تجارة رائجة في أسواق الموسكي ودرب
البرابرة بالقاهرة
<table border="0" width="380"><tr><td align="center"></td></tr><tr><td class="caption"> مفردات الاحتفال بـ«سبوع المولود» تزين أسواق الموسكي بالقاهرة («الشرق الأوسط»)</td></tr></table> |
القاهرة: باسنت
إبراهيم
«حلقاتك برجالاتك.. حلقة دهب في وداناتك».. كلمات أصبحت من
صميم الفولكلور الشعبي، يرددها المصريون في الاحتفال بـ«سبوع المولود»،
الذي يعتبر من أبرز العادات والتقاليد المصرية العابرة للأزمنة؛ إذ لم
تتغير مظاهر الاحتفال به على مر العصور والسنين. ولا تزال الأسر المصرية،
من شمال مصر إلى جنوبها، ومن شرقها إلى غربها، تحرص على الاحتفال بمرور
أسبوع على ولادة طفلها الجديد. وعلى الرغم من تأثر هذه العادة بالحالة
الاقتصادية الصعبة عند كثير من الأسر في الآونة الأخيرة، فإنها تحرص على
إقامة «حفل السبوع» بأقل التكاليف... فهو «فأل حسن»، ولا تكتمل من دونه
طقوس الفرح بالمولود.
تبدأ تقاليد الاحتفال بـ«السبوع» من خلال شراء ما يسمى بـ«البياتة»، وهي
عبارة عن «إبريق» للمولود إذا كان ولدا، و«قُلة» مزينة بالزهور إذا كانت
«بنتا»، بالإضافة إلى ما توزعه الأسرة على ضيوف «السبوع» من الأطفال من
مكسرات وحلوى وفيشار. وتظل «كلمة السر» وراء شراء مستلزمات «السبوع»، مهما
بلغت درجة ثراء الأسرة، هي أسواق الموسكي ودرب البرابرة في القاهرة. فهذان
هما المكانان الوحيدان المتخصصان ببيع هذه المستلزمات «من الإبرة للصاروخ»،
كما يقول المثل المصري.
ففي جنبات شوارع الموسكي ودرب البرابرة تنتشر محلات صناعة «السبوع» ولف علب
الحلوى. وكلها لها غير فرع واحد داخل القاهرة. وهناك بائعو الجملة، وهم
الذين يوردون المستلزمات إلى المحلات الصغيرة المنتشرة في العاصمة، وأيضا
بائعو القطاعي الذين يتعاملون مباشرة مع المستهلكين.
يقول الحاج سعيد، صاحب أحد محلات الجملة في درب البرابرة: «تاريخ هذا الدرب
يعود إلى أكثر من خمسين سنة، ويعود لقب «البرابرة» إلى سكان الحي
الأصليين، وبمرور الوقت انتقلت الحرفة إلى أهل المنطقة الأصليين وحولوها
إلى تجارة توارثوها أبا عن جد. وعلى الرغم من تطور مستلزمات (السبوع) وظهور
المنتجات البلاستيكية والصينية فإن (البياتة) التقليدية ما زالت هي رقم
واحد في طلبات الزبائن؛ لأنها الأصل الحقيقي لـ(السبوع)؛ حيث يوضع الإبريق
في صينية بها ماء تنقع فيه (سبع حبات) من الحبوب الجافة، كالفول أو الأرز
أو العدس أو الذرة أو الحمص أو القمح، وترش على الأم والمولود أثناء الزفة،
ويرش الملح في كل مكان بالمنزل، ويلقي (المعازيم) في الصينية بعض العملات
المعدنية اعتقادا أنها توسع رزق المولود».
ويضيف الحاج سعيد: «والشمع جزء أساسي في (البياتة)؛ إذ يوضع في الإبريق أو
القلة حتى الصباح، وتفضل بعض الأسر اليوم إنارة البياتة بالكهرباء ووضع
الشمعة كحلية. وبجانب ذلك يشترى الغربال ويزين بالتل والقماش الستان، ليوضع
فيه الطفل، وتبدأ أكبر سيدة في العائلة في (دق الهون، الهاون) النحاسي
الذي لا يخلو منه أي (سبوع). وعلى الرغم من انتشار البضاعة الصينية في
السوق مثل العرائس والحصان المزين بالأنوار، فإن بعض الأسر تشتريها فقط
كلعبة للأطفال؛ لأنها لا تعبر عن روح (السبوع) المصري».
وحول تأثير ارتفاع الأسعار على مستلزمات طقوس «السبوع»، يؤكد الحاج سعيد
أنه بعد ارتفاع الأسعار «أصبحت الغالبية من الناس تكتفي بعمل (السبوع
البلدي) الذي يعتمد على (العلب الكارتونية) المملوءة بالحمص والفول
السوداني والفيشار، وتكلفة العلبة هنا لا تتعدى 50 قرشا. أما المكسرات
والشوكولاتة والملبس فلا يقبل على شرائها في (السبوع) إلا المقتدرون ماديا
فقط. وهناك بعض الأسر الثرية التي تضع قطعة شوكولاتة فاخرة مع برواز صغير
فيه صورة للطفل وكلمات معبرة عن الاحتفال بمولده، وأسر أخرى تغالي في
الاحتفال بـ(سبوع) أطفالها، فتطبع صور أطفالها على أوراق مالية وبعض قطع
الجنيهات الذهبية وتوزعها على الأطفال في حفل (السبوع)».
ويرى محمد السيد، أحد بائعي القطاعي (المفرق) في أسواق الموسكي أن
«مستلزمات (السبوع) تطورت مع الوقت، فظهرت الأكياس المصنوعة من قماش
(الأورغانزا) وأخرى من (التل) والسيلوفان اللامع.. بجانب التحف الصينية
والفخار والكريستال والخشب، بالإضافة إلى العلب الفضية المنتشرة على كل شكل
ولون».
أما عن أسعارها، فيقول: «تتراوح أسعار التحفة الصينية بين خمسة وعشرة
جنيهات، وعلب الفضيات تبدأ من 15 جنيها لتصل إلى 150 جنيها للقطعة الواحدة.
وفي النهاية، فالزبون هو من يختار ويحدد شكل (السبوع) الذي يتناسب مع ذوقه
وإمكاناته المادية. فالتحفة التي يبلغ سعرها 10 جنيهات تصل إلى 15 جنيها
بعد التزيين، وعادة ما يختار الزبون (السبوع البلدي) الذي يعتبر الأقل
سعرا؛ حيث يمكن تجهيز الفوانيس الكارتون بما تحمله من فيشار وسوداني وحمص
بتكلفة 75 جنيها لكل 100 فانوس. أما بالنسبة للطبقات العليا من المجتمع فهي
تسعى دائما إلى البحث عن كل ما غلا سعره وارتفعت قيمته، فتبدأ مستلزمات
(السبوع) لديهم من سعر 700 جنيه، حيث التحف المنقوشة بماء الذهب التي
تحتوي على أرقى أنواع الشوكولاتة و(البون بون) والمغلفة بأغلى أشكال
التغليف، ابتداء من الأورغانزا، التي تعتبر أفضل وأغلى الأنواع، وانتهاء
بالخيش، وهو الموضة الدارجة هذا العام».
وعن أغلى «سبوع»، يتذكره السيد، قال: «كان (سبوع) مولود ذكر احتفل أهله
بمجيئه بعد سنوات طويلة من الزواج، وقد تعدت تكلفته الـ28 ألف جنيه؛ إذ
أقيم في إحدى قاعات الأفراح الكبرى وتضمن عمل عقيقة للمولود وقد نقش على
التحف المستخدمة فيه اسم المولود بالذهب الخالص وأرفقت بها بطاقات (كروت)
فيها آيات قرآنية».
ويوضح أن بعض الأسر «أصبحت تكتفي حاليا بالاحتفال بقدوم المولود وفقا
للطقوس الإسلامية وعمل ما يسمى بـ(العقيقة)، وهي الشاة التي تذبح عن
المولود في اليوم السابع لولادته، وهي تعتبر سنة مؤكدة، فعلها الرسول (صلى
الله عليه وسلم)، وحث صحابته الكرام على فعلها. ومن الأفضل أن يذبح عن
الولد شاتان متقاربتان شبها وسنا، وعن البنت شاة واحدة. ويفضل البعض هذه
الطريقة الإسلامية في الاحتفال، التي تمتد فيها الفرحة إلى المحتاجين».
ويلفت السيد إلى أنه من أحدث صيحات «العقيقة» أن يكلف أهل المولود أحد
النوادي أو الفنادق بطبخها وتحويلها إلى وجبات كاملة توزع على الأقارب
والفقراء، وسط أجواء من الفرح والسرور.
- حبيبةمشرفه البرامج الدينيه
- عدد المساهمات : 253
تاريخ التسجيل : 24/03/2010
رد: «سبوع المولود».. عادة مصرية بـ «القلة» والإبريق
الثلاثاء أبريل 12, 2011 8:32 am
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى