أسرار ما قبل السقوط
السبت أبريل 02, 2011 7:27 am
كتب - فتوح الشاذلي:
عندما وقعت أحداث جمعة الغضب وسقط ميدان التحرير في أيدي الثوار
اقتنع الرئيس المخلوع بأن الأمر يحتاج إلي إجراء عاجل لاحتواء
الموقف..
لم يكن لدي مبارك الأب ولا مبارك الابن أي شك في استمرار النظام
والسيطرة علي الموقف.. جمال قال لأبيه: »أيام قليلة ونسطير علي
الموقف« وأيقن كل من كان في قصر الرئاسة مساء الجمعة أن الأمور مازالت
تحت السيطرة وأن المطلوب فقط هو تهدئة الرأي العام بإجراء تغيير وزاري
يخرج فيه رئيس الوزراء ووزير الداخلية والوزراء رجال الأعمال.. كانت هذه
هي قناعتهم جميعا عندما وجه الرئيس المخلوع خطابا إلي الشعب في
منتصف ليلة الجمعة معلنا إقالة الحكومة أو بمعني أدق تقدم الحكومة
باستقالتها.. وكانت لهجة العناد واضحة في الخطاب وكانت أيضا وراء
عباراته التي قال فيها إنه طلب من الحكومة أن تقدم استقالتها ورفض ان
ينطق بلفظ إقالة الحكومة لأنه سيظهر في هذه الحالة بمظهر الضعيف المجبر
علي التغيير.
وفي اليوم التالي »السبت 29 يناير« بدأ مبارك في تشكيل
الحكومة الجديدة بنفس الطريقة التي شكل بها الحكومات السابقة.. الغريب
أن نجله جمال تدخل أيضا في تشكيل الحكومة كما فعل في تشكيل حكومات
سابقة - وتصرف مبارك الأب ومبارك الابن وكأن شيئا لم يكن.
التطور الوحيد الذي طرأ علي هذا التشكيل هو انضمام علاء مبارك إلي
المطبخ واشتراكه في عملية التشكيل علي غير العادة.. والغريب ان علاء
انضم إلي جمال في هذا الوقت ونسق معه في اختيار الوزراء وظهر
الانسجام بينهم وذلك قبل أن تغرق السفينة ويتبادلان الاتهامات.
اتفق علاء وجمال علي استبعاد بعض الشخصيات التي كان ينوي مبارك
الأب ضمها إلي تشكيل الحكومة وإقناع والدهما بأن دخول هذه الشخصيات سيزيد
الأمور اشتعالا واستجاب الرئيس المخلوع لتدخلهما بسبب الضعف والوهن الذي
ظهر عليه أثناء التشكيل رغم قناعته بأنها مجرد سحابة صيف وأن كل مقاليد
الأمور مازالت في يديه.
الغريب أن الرئيس مبارك أصر علي استمرار نفس الوجوه الكريهة في
الحكومة الجديدة التي كلف الفريق شفيق برئاستها، ورفض كل المحاولات
المبذولة لتغيير عائشة عبدالهادي ومفيد شهاب وأنس الفقي وقال بالنص:
لن أسمح بخروج أنس من الوزارة وكان هذا الرد دفاعا عن الدعاوي التي
طالبت بضرورة خروج الفقي الذي أثبت فشلا ذريعا في المنصب.
ومارس جمال مبارك هوايته في الدفع بوزراء موالية له وكان أغرب الأسماء
التي دفع بها هو الدكتور أحمد سامح فريد لتولي حقيبة وزارة الصحة..
وجاء إصرار جمال علي ذلك حتي يرضي صهره محمود الجمال الذي تربطه
علاقة وثيقة بالدكتور فريد. كان جمال يتناقش في تشكيل الحكومة غير
عابئ بتطورات الأوضاع علي الساحة، وكان متأكدا من عودة الأمور إلي
طبيعتها وكانت الحسنة الوحيدة التي حدثت في التشكيل هي السماح لرئيس
الوزراء المكلف باختيار وزير الداخلية الجديد رغم أن هذا المنصب من
المناصب التي يختص الرئيس وحده باختيار المرشح له.
???? ?????? ?????? ??? ????? ?????
???????????? أسرار
ما قبل السقوط
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى