الأسماك المفيدة الأخرى
الأحد مارس 27, 2011 8:03 am
الأسماك المفيدة الأخرى. تُصاد بعض أنواع الأسماك على نطاق تجاري رغم كونها غير صالحة
غذاء للإنسان. هذه الأسماك تستخدم لصناعة الغراء وأغذية الدواجن والمواشي (مسحوق
السمك وجريش السمك ـ السيلاج) وكذلك بعض المنتجات الأخرى. ويُستخدم
مايربو على ربع الإنتاج العالمي للأسماك لصناعة جريش السمك الذي يستفاد منه
في صناعة غذاء الحيوانات أو استخراج زيت السمك. وتستخدم أوروبا وحدها نحو
65 مليون كجم من أنْقَليس الرمل لتصنيع منتجات سمكية كل عام. وكذلك يستخدم
سمك الإسْبَرْط. وتُصنع في أمريكا الشمالية المنتجات السمكية من سمك
الأنشوفة والمنهيدين. ويستخدم مسحوق الأسماك أساسًا غذاء للخنازير والدواجن
والدواب.
وكثيرًا ما يستخدم العلماء السمك الذهبي وغيره من أنواع
السمك الصغيرة كحيوانات تجارب في البحوث الطبية لأنها لا تحتاج إلى مكان
كبير أو عناية كثيرة كغيرها من حيوانات التجارب. فمثلاً، تستخدم مادة
كيميائية تنتجها الأسماك الكروية لمعالجة مرض الربو. كما يستمتع كثير من
الناس بحفظ الأسماك وتربيتها في أحواض الأحياء المائية بمنازلهم للزينة.
انظر: الأحياء
المائية، حوض. ومن أسماك الأحواض المائية الشائعة السمك الذهبي
والجوبي والتترة.
الأسماك الضارة.
تهاجم أنواع قليلة من الأسماك الإنسان أحيانًا ومنها أنواع معينة من أسماك
القرش، خاصة قرش أبي مطرقة وأسماك القرش البيضاء وأسماك البرّكودة وأنقليس
الموراي.كما أن بعض أنواع سمك البرانيهْ متعطشة للدماء وفكوكها مزودة
بأسنان حادة كموسى الحلاقة. وبإمكان مجموعة من هذه الأسماك نزع لحم إنسان
أو أي حيوان كبير آخر خلال دقائق، بل ثوانٍ. ولبعض السمك، مثل سمك
الشِّفْنين اللّساع والسمكة الحجرية، أشواك سامة تؤذي أو تقتل أي شيء
يلامسها. ولحم سمك القادوح والأسماك الكروية وبعض الأنواع الأخرى سام، وقد
يسبب أكله المرض وأحيانًا يسبب الوفاة.
وقد أصبحت أنواع قليلة من السمك عند استقدامها في مياه
معينة آفات. ففي أمريكا الشمالية مثلاً، نجد أنَّ الجَلَكي البحري الذى دخل
البحيرات العظمى وكذلك السلور الآسيوي الذي استُقدم إلى المياه الداخلية
في فلوريدا أصبحا يهددان الأسماك الأخرى المستوطنة بتلك المياه.
الأسماك والتوازن الطبيعي. تؤلف مجموعة الأسماك المستوطنة في بيئة معينة مثل بحيرة أو جزء
معيّن من البحر جماعة سمكية. والأسماك في جماعة ما جزء من نظام أشمل
تنتقل فيه الطاقة من كائنات حية إلى أخرى في شكل غذاء. ويُطلق على هذا
النظام السلسلة الغذائية. وتبدأ كل سلسلة غذائية بالطاقة المستمدة
من ضوء الشمس. وتستخدم النباتات هذه الطاقة لصنع غذائها. إن أكثر أنواع
الكائنات أهمية في البحر أو في المياه العذبة هي العوالق المائية
وهي الكتلة الكبيرة من النباتات والحيوانات الدقيقة التي تنجرف قريبًا من
السطح. وتتغذى بعض أنواع الأسماك بالعوالق وتشكل هذه الأسماك بدورها غذاء
الأسماك الأخرى بعد ذلك. وقد يأكل الإنسان أو الطير أو الحيوانات بعضًا من
تلك الأسماك أيضًا، كما يموت كثير من السمك موتًا طبيعيًا. وتغوص أجسامه في
الماء وتتحلل وتزود المادة المتحللة النباتات والحيوانات المائية بالغذاء.
تُكون كل جماعة سمكية جزءًا من جماعة طبيعية
أكبر تتكون من كافة النباتات والحيوانات الموجودة في منطقة معينة. وتشتمل
كل جماعة طبيعية ما على العديد من السلاسل الغذائية، التى يطلق عليها
إجمالاً الشبكة الغذائية. وتمنع الأنماط الغذائية المعقّدة الداخلة
ضمن شبكة غذائية التكاثر المفرط لأيّ نوع واحد من الكائنات الحية على حساب
الكائنات الأخرى، وبهذه الطريقة، تتم المحافظة على التوازن الطبيعي.
ويمكن أن يضطرب التوازن في جماعة ما إذا ما قُضي على
أعداد كبيرة من نوع بعينه. فقد يقلب الناس التوازن بصيد أحد أنواع السمك
بكثافة عالية. أو قد يلوث الناس الماء بشدة بحيث يكون من الصعوبة بمكان أن
تعيش أنواع معينة من النباتات أوالحيوانات التي تشمل السمك في تلك المياه.
أنواع الأسماك
قام العلماء بتسمية ووصف مايقرب من 24,000 نوع من السمك،
ويكتشف العلماء كل عام أنواعا جديدة، وبذلك يزيد عددها دومًا. وتُكوِّن
الأسماك أكثر من نصف أنواع الحيوانات الفقارية المعروفة كلها.
ويُطلق على دراسة السمك علم الأسماك، أما
العلماء المتخصصون في هذا المجال فهم علماء الأسماك. ويقسم أولئك
العلماء الأسماك إلى مجموعتين رئيسيتين: 1- أسماك فكية 2- أسماك لافكية
وكل الأسماك تقريبا لها فكوك، والأنواع الوحيدة اللافكية هي الجَلَكَي
والجرِّيث. ثم تُقسم مجموعة الأسماك الفكية بدورها إلى مجموعتين طبقًا
لتركيب هياكلها ويتكون هيكل مجموعة منها من مادة صلبة مرنة تسمّى الغضروف.
وينتمي لتلك المجموعة القروش والشِّفنين والكمِّير. أما هيكل المجموعة
الأخرى فيتكون في معظمه من العظم. ويطلق على أفراد تلك المجموعة الأسماك
العظمية وهي أكبر مجموعة من الأسماك في العالم.
يُجَدْول (يسجل في قائمة) جزء من هذه المقالة وعنوانه تصنيف
الأسماك المجموعات الرئيسية التي تنقسم إليها الأسماك. ويناقش الجزء
التالي الصفات الرئيسية لكل من: 1- الأسماك العظمية 2- القروش، الشفنين
الكمِّير، 3- الجلكي والجرِّيث.
الأسماك العظمية
تنقسم الأسماك العظمية ـ طبقًا لتكوين هياكلها ـ إلى
مجموعتين رئيسيتين، إحداهما مجموعة الأسماك العظمية الحديثة التي
يتكون معظم هياكلها من العظم. أما المجموعة الثانية فهي مجموعة الأسماك
العظمية البدائية التي يتكون هيكلها جزئيًا من العظم وجزئيًا من
الغضروف.
الأسماك العظمية الحديثة. تشتمل على نحو 23,000 نوع تكوِّن مايقارب 95% من جميع الأسماك
المعروفة، ولبعضها هيكل عظمي. ويطلق عليها التليوستات وهي كلمة
مشتقة من كلمتين إغريقيتين معناهما كامل وعظم وتنتمي كل
أسماك الرياضة تقريبًا إلى التليوستس التي تشمل كل مجموعات الأسماك
المعروفة مثل القاروس والقُد، والرنجة والمنّوة والفرخ والتروتة والتونة.
وتحتوي كل مجموعة من هذه المجموعات على العديد من الأنواع، فمثلاً سمك
الكولي والبلوق هي أنواع مختلفة من الأسماك الشبيهة بالقّد.
والآلاف من أنواع التليوستات غير معروفة تمامًا، فالكثير
منها يعيش في أنهار الأدغال أو الشعاب المرجانية وبعضها يعيش في أعماق
البحار ونادرًا ما يراه الإنسان، وتشمل أسماك المياه العميقة ما يربو على
150 نوعًا من الأسماك ذات الشصّ (أبوصنارة). وهذه الأسماك الصغيرة
ذات الشكل المخيف مزّودة بأسنان شبيهة بالناب وأعضاء ضوئية متوهجة، وهي
تعيش في أعماق المحيط ونادرًا ما تصعد نحو السطح أو قد لا تصعد أبدًا.
وتسمىّ الكثير من الأسماك العظمية بأسماء غريبة وهي في غرابتها وألوانها
كأسمائها، فمثلاً سمكة أنومة (قنومة) ـ أنف الفيل ـ لها مقدمة طويلة تشبه
إلى حد كبير خرطوم الفيل تستخدمه في صيد غذائها الموجود على قيعان الأنهار،
وثمة سمكة غريبة أخرى هي السِّلَّور المقلوب وهي تسبح دائمًا على ظهرها.
وكانت توجد منذ عدة ملايين السنين أنواع قليلة من
التليوستات. وقد كانت أسماك القرش تفوقها كثيرًا في أعدادها وكذلك أسلاف
الأسماك العظمية التى تعيش حاليًا. وقد تشابهت الأسماك العظمية المبكرة
كثيرًا، واقتصرت معيشتها على مناطق قليلة في العالم وبالرغم من ذلك أصبحت
أكثر الأسماك أعدادًا وتنوعًا وانتشارًا.
ويُعزى ذلك إلى قدرتها الفائقة مقارنة بالأسماك الأخرى
على التكيف مع التغيرات البيئية. فقد تغيرت أجسام وأعضاء تلك
الأسماك بطرق مختلفة ويطلق على مثل هذه التغيرات التكيفات.
تختلف الأنواع المتباينة من التليوستات الموجودة اليوم
بعضها عن بعض في كثير من النواحي حتىّ يبدو وكأن لديها القليل من الصفات
المشتركة. فمثلاً، للكثير من التليوستات زعانف مرنة ذات كفاءة عالية
تساعدها على السباحة بمهارة، إذ يمكن مثلاً للسمكة الشراعية والتونة
السباحة لمسافات طويلة وبسرعة عالية. ومعظم الأسماك العظمية التي تعيش بين
الشعاب المرجانية خبيرة في الاندفاع الصاروخي من المرجان وإليه، ولكن هناك
عددًا من التليوستات الأخرى التي لا تكاد تسبح البتة.وتقضي بعض الأسماك ذات
الشصّ المكتملة النمو أغلب حياتها قابعة في قاع المحيط. وهناك تليوستات
شبيهة بالأنقليس خالية من الزعانف ولذلك فهي لا تتمكن من السباحة بصورة
جيدة وإنما تحفر في طين القاع وتبقى هناك زمنًا طويلاً، وقد تكيفت زعانفها
لاستخدامات أخرى غير السباحة. فمثلاً للأسماك الطيارة زعانف شبيهة بالأجنحة
تساعدها على الانزلاق فوق سطح الماء. ولسمكة السراب زعانف عضلية تستخدمها
للحجل على الأرض.
وتشتمل الأسماك العظمية الحديثة الأخرى على سمك
الحَفْش (الاسترجون) وسمك الجَدْف، والسمك الجراح وعنز البحر. ويعد الحفش
من أضخم أسماك المياه العذبة على الإطلاق، فقد بلغ وزن أضخم سمكة حفش صيدت
في إحدى المرات نحو 1,500كجم. ويغطي أجسام أسماك الحفش غطاء شبيه بالدرع
بدلاً من القشور يتكون من خمسة صفوف من الصفائح العظمية السميكة. ويعيش بعض
أنواع الحفش في المياه الملحة، ولكنه يعود إلى المياه العذبة لوضع البيض.
أما سمكة الجدْف فهي سمكة غريبة الشكل تعيش فقط في الصين ووادي المسيسيبي
بالولايات المتّحدة الامريكية، ولها أنف ضخم يشبه تقريبًا مجاديف الزورق.
يعيش السمك الجراح وسمك عنز البحر في المياه الدافئة
الضحلة للشعاب المرجانية، وهي أسماك ذوات ألوان زاهية في الغالب ولبعضها
أنماط جميلة.
الأسماك العظمية البدائية. تشمل نحو 15 نوعًا من سمك البتشير والسيلاكانث والسمكة الرئوية.
وتمثل هذه المجموعة أقل من 1% من أنواع الأسماك. ولهذه الأسماك ذات الأشكال
الغريبة صلة وثيقة بالأسماك التي عاشت منذ ملايين السنين.
وتعيش جميع الأسماك العظمية البدائية ـ ما عدا أسماك
السيلاكانث ـ في المياه العذبة. ويعيش السيلاكانث في المياه البحرية
المتاخمة للشاطئ الجنوب الشرقي لإفريقيا وهي ليست وثيقة الصلة بأي سمكة
أخرى تعيش حالىًا. ويوجد نوع واحد فقط من أسماك السيلاكانث.
وتعيش أسماك البتشير في إفريقيا الاستوائية. وهي أسماك
بطيئة الحركة وجسمها طويل ونحيل ومغطى بقشور سميكة. وتعيش الأسماك الرئوية
في إفريقيا وأستراليا وأمريكا الجنوبية وهي تتنفّس بأعضاء تشبه الرئات،
وبالخياشيم أيضًا، ويمكن للأنواع التي تعيش في إفريقيا وأمريكا الجنوبية أن
تبقى دون غذاء أو ماء أطول من أي فقاريات أخرى. ويمكنها أن تعيش مطمورة في
الطين شهورًا طويلة في كل مرة، وهي لا تشرب ولا تأكل طوال هذه الفترة.
أسماك القرش والشِّفْنين والكمِّير
يبلغ العدد الكلي لأنواع أسماك القرش والشفنين نحو 965 نوع
أي مايقارب 4% من الأسماك المعروفة كلها، وتمتاز أسماك القرش بوجود فكوك
ولديها هيكل غضروفي. وتعيش كلها في المياه الملحة تقريبًا. وتعّدُّ أسماك
القرش والشفنين أكثر أعضاء هذه المجموعة أهمية وتكون نحو 925 نوعًا.
للغالبية العظمى من أسماك القرش أجسام شبيهة بالطوربيد.
وتشبه أجسام معظم الشفنين فطيرة مفلطحة تقريبًا بينما تمتد زعنفة كبيرة
شبيهة بالجناح من كل جانب من جانبي رأس وجسم الشفنين المفلطحين. أما القرش
الملائكي فجسمه مفلطح، ولكن سمكة أبو منشار وقليلاً من أنواع الشفنين
الأخرى، تشبه الطوربيد في شكلها. ونتيجة لذلك فإن أفضل طريقة للتفرقة بين
القرش والشفنين هو موقع الفتحات الخيشومية حيث تشبه الفتحات
الخيشومية في أسماك القرش والشفنين شقًا صغيرًا يقع خلف العينين مباشرة
وتؤدّي إلى الخياشيم. أما الفتحات الخيشومية للقرش فتوجد على جانبي الرأس
وخلف العينين مباشرة. بينما توجد الفتحات الخيشومية للشفنين أسفل الزعانف
الجانبية.
وتشمل أسماك الكمير أو سمك الجرذ مايقارب 40 نوعًا.
والسمكة من هذين النوعين متوسطة الحجم وعيناها كبيرتان وذيلها طويل مسحوب
ومدبب وتعيش بالقرب من قاع البحر، وللعديد من الأنواع فم طويل مدبب.
غذاء للإنسان. هذه الأسماك تستخدم لصناعة الغراء وأغذية الدواجن والمواشي (مسحوق
السمك وجريش السمك ـ السيلاج) وكذلك بعض المنتجات الأخرى. ويُستخدم
مايربو على ربع الإنتاج العالمي للأسماك لصناعة جريش السمك الذي يستفاد منه
في صناعة غذاء الحيوانات أو استخراج زيت السمك. وتستخدم أوروبا وحدها نحو
65 مليون كجم من أنْقَليس الرمل لتصنيع منتجات سمكية كل عام. وكذلك يستخدم
سمك الإسْبَرْط. وتُصنع في أمريكا الشمالية المنتجات السمكية من سمك
الأنشوفة والمنهيدين. ويستخدم مسحوق الأسماك أساسًا غذاء للخنازير والدواجن
والدواب.
وكثيرًا ما يستخدم العلماء السمك الذهبي وغيره من أنواع
السمك الصغيرة كحيوانات تجارب في البحوث الطبية لأنها لا تحتاج إلى مكان
كبير أو عناية كثيرة كغيرها من حيوانات التجارب. فمثلاً، تستخدم مادة
كيميائية تنتجها الأسماك الكروية لمعالجة مرض الربو. كما يستمتع كثير من
الناس بحفظ الأسماك وتربيتها في أحواض الأحياء المائية بمنازلهم للزينة.
انظر: الأحياء
المائية، حوض. ومن أسماك الأحواض المائية الشائعة السمك الذهبي
والجوبي والتترة.
الأسماك الضارة.
تهاجم أنواع قليلة من الأسماك الإنسان أحيانًا ومنها أنواع معينة من أسماك
القرش، خاصة قرش أبي مطرقة وأسماك القرش البيضاء وأسماك البرّكودة وأنقليس
الموراي.كما أن بعض أنواع سمك البرانيهْ متعطشة للدماء وفكوكها مزودة
بأسنان حادة كموسى الحلاقة. وبإمكان مجموعة من هذه الأسماك نزع لحم إنسان
أو أي حيوان كبير آخر خلال دقائق، بل ثوانٍ. ولبعض السمك، مثل سمك
الشِّفْنين اللّساع والسمكة الحجرية، أشواك سامة تؤذي أو تقتل أي شيء
يلامسها. ولحم سمك القادوح والأسماك الكروية وبعض الأنواع الأخرى سام، وقد
يسبب أكله المرض وأحيانًا يسبب الوفاة.
وقد أصبحت أنواع قليلة من السمك عند استقدامها في مياه
معينة آفات. ففي أمريكا الشمالية مثلاً، نجد أنَّ الجَلَكي البحري الذى دخل
البحيرات العظمى وكذلك السلور الآسيوي الذي استُقدم إلى المياه الداخلية
في فلوريدا أصبحا يهددان الأسماك الأخرى المستوطنة بتلك المياه.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] |
الأسماك والتوازن في الطبيعة. تساعد الأسماك في حفظ أعداد الأحياء على الأرض على نحو متوازن حيث تتغذى ببعض الأحياء المائية كما تصبح بدورها غذاء لأحياء أخرى. ويطلق على هذه العملية السلسلة الغذائية وتكون الأسماك جزءًا من كثير من السلاسل الغذائية كما هو موضّح في الشكل (أسفل). وتمثل العلامات الزرقاء العديد من الأحياء المائية التي تأكلها الأسماك، بينما تمثل العلامات الحمراء الكائنات الحية التي تتغذّى بالأسماك، أو التي تتغذى بالمواد العضوية المتبقية بعد موت الأسماك أو تحللها. |
معيّن من البحر جماعة سمكية. والأسماك في جماعة ما جزء من نظام أشمل
تنتقل فيه الطاقة من كائنات حية إلى أخرى في شكل غذاء. ويُطلق على هذا
النظام السلسلة الغذائية. وتبدأ كل سلسلة غذائية بالطاقة المستمدة
من ضوء الشمس. وتستخدم النباتات هذه الطاقة لصنع غذائها. إن أكثر أنواع
الكائنات أهمية في البحر أو في المياه العذبة هي العوالق المائية
وهي الكتلة الكبيرة من النباتات والحيوانات الدقيقة التي تنجرف قريبًا من
السطح. وتتغذى بعض أنواع الأسماك بالعوالق وتشكل هذه الأسماك بدورها غذاء
الأسماك الأخرى بعد ذلك. وقد يأكل الإنسان أو الطير أو الحيوانات بعضًا من
تلك الأسماك أيضًا، كما يموت كثير من السمك موتًا طبيعيًا. وتغوص أجسامه في
الماء وتتحلل وتزود المادة المتحللة النباتات والحيوانات المائية بالغذاء.
تُكون كل جماعة سمكية جزءًا من جماعة طبيعية
أكبر تتكون من كافة النباتات والحيوانات الموجودة في منطقة معينة. وتشتمل
كل جماعة طبيعية ما على العديد من السلاسل الغذائية، التى يطلق عليها
إجمالاً الشبكة الغذائية. وتمنع الأنماط الغذائية المعقّدة الداخلة
ضمن شبكة غذائية التكاثر المفرط لأيّ نوع واحد من الكائنات الحية على حساب
الكائنات الأخرى، وبهذه الطريقة، تتم المحافظة على التوازن الطبيعي.
ويمكن أن يضطرب التوازن في جماعة ما إذا ما قُضي على
أعداد كبيرة من نوع بعينه. فقد يقلب الناس التوازن بصيد أحد أنواع السمك
بكثافة عالية. أو قد يلوث الناس الماء بشدة بحيث يكون من الصعوبة بمكان أن
تعيش أنواع معينة من النباتات أوالحيوانات التي تشمل السمك في تلك المياه.
أنواع الأسماك
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] |
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] الأنواع الرئيسية للأسماك |
ويكتشف العلماء كل عام أنواعا جديدة، وبذلك يزيد عددها دومًا. وتُكوِّن
الأسماك أكثر من نصف أنواع الحيوانات الفقارية المعروفة كلها.
ويُطلق على دراسة السمك علم الأسماك، أما
العلماء المتخصصون في هذا المجال فهم علماء الأسماك. ويقسم أولئك
العلماء الأسماك إلى مجموعتين رئيسيتين: 1- أسماك فكية 2- أسماك لافكية
وكل الأسماك تقريبا لها فكوك، والأنواع الوحيدة اللافكية هي الجَلَكَي
والجرِّيث. ثم تُقسم مجموعة الأسماك الفكية بدورها إلى مجموعتين طبقًا
لتركيب هياكلها ويتكون هيكل مجموعة منها من مادة صلبة مرنة تسمّى الغضروف.
وينتمي لتلك المجموعة القروش والشِّفنين والكمِّير. أما هيكل المجموعة
الأخرى فيتكون في معظمه من العظم. ويطلق على أفراد تلك المجموعة الأسماك
العظمية وهي أكبر مجموعة من الأسماك في العالم.
يُجَدْول (يسجل في قائمة) جزء من هذه المقالة وعنوانه تصنيف
الأسماك المجموعات الرئيسية التي تنقسم إليها الأسماك. ويناقش الجزء
التالي الصفات الرئيسية لكل من: 1- الأسماك العظمية 2- القروش، الشفنين
الكمِّير، 3- الجلكي والجرِّيث.
الأسماك العظمية
تنقسم الأسماك العظمية ـ طبقًا لتكوين هياكلها ـ إلى
مجموعتين رئيسيتين، إحداهما مجموعة الأسماك العظمية الحديثة التي
يتكون معظم هياكلها من العظم. أما المجموعة الثانية فهي مجموعة الأسماك
العظمية البدائية التي يتكون هيكلها جزئيًا من العظم وجزئيًا من
الغضروف.
الأسماك العظمية الحديثة. تشتمل على نحو 23,000 نوع تكوِّن مايقارب 95% من جميع الأسماك
المعروفة، ولبعضها هيكل عظمي. ويطلق عليها التليوستات وهي كلمة
مشتقة من كلمتين إغريقيتين معناهما كامل وعظم وتنتمي كل
أسماك الرياضة تقريبًا إلى التليوستس التي تشمل كل مجموعات الأسماك
المعروفة مثل القاروس والقُد، والرنجة والمنّوة والفرخ والتروتة والتونة.
وتحتوي كل مجموعة من هذه المجموعات على العديد من الأنواع، فمثلاً سمك
الكولي والبلوق هي أنواع مختلفة من الأسماك الشبيهة بالقّد.
والآلاف من أنواع التليوستات غير معروفة تمامًا، فالكثير
منها يعيش في أنهار الأدغال أو الشعاب المرجانية وبعضها يعيش في أعماق
البحار ونادرًا ما يراه الإنسان، وتشمل أسماك المياه العميقة ما يربو على
150 نوعًا من الأسماك ذات الشصّ (أبوصنارة). وهذه الأسماك الصغيرة
ذات الشكل المخيف مزّودة بأسنان شبيهة بالناب وأعضاء ضوئية متوهجة، وهي
تعيش في أعماق المحيط ونادرًا ما تصعد نحو السطح أو قد لا تصعد أبدًا.
وتسمىّ الكثير من الأسماك العظمية بأسماء غريبة وهي في غرابتها وألوانها
كأسمائها، فمثلاً سمكة أنومة (قنومة) ـ أنف الفيل ـ لها مقدمة طويلة تشبه
إلى حد كبير خرطوم الفيل تستخدمه في صيد غذائها الموجود على قيعان الأنهار،
وثمة سمكة غريبة أخرى هي السِّلَّور المقلوب وهي تسبح دائمًا على ظهرها.
وكانت توجد منذ عدة ملايين السنين أنواع قليلة من
التليوستات. وقد كانت أسماك القرش تفوقها كثيرًا في أعدادها وكذلك أسلاف
الأسماك العظمية التى تعيش حاليًا. وقد تشابهت الأسماك العظمية المبكرة
كثيرًا، واقتصرت معيشتها على مناطق قليلة في العالم وبالرغم من ذلك أصبحت
أكثر الأسماك أعدادًا وتنوعًا وانتشارًا.
ويُعزى ذلك إلى قدرتها الفائقة مقارنة بالأسماك الأخرى
على التكيف مع التغيرات البيئية. فقد تغيرت أجسام وأعضاء تلك
الأسماك بطرق مختلفة ويطلق على مثل هذه التغيرات التكيفات.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] |
التّروتَة القافزة من المناظر المألوفة للكثير من الناس. لكن يندر رؤية بعض أنواع الأسماك إذ يعيش العديد من الأسماك في مناطق مثل أنهار الأدغال أو الأجزاء العميقة في المحيط. |
بعضها عن بعض في كثير من النواحي حتىّ يبدو وكأن لديها القليل من الصفات
المشتركة. فمثلاً، للكثير من التليوستات زعانف مرنة ذات كفاءة عالية
تساعدها على السباحة بمهارة، إذ يمكن مثلاً للسمكة الشراعية والتونة
السباحة لمسافات طويلة وبسرعة عالية. ومعظم الأسماك العظمية التي تعيش بين
الشعاب المرجانية خبيرة في الاندفاع الصاروخي من المرجان وإليه، ولكن هناك
عددًا من التليوستات الأخرى التي لا تكاد تسبح البتة.وتقضي بعض الأسماك ذات
الشصّ المكتملة النمو أغلب حياتها قابعة في قاع المحيط. وهناك تليوستات
شبيهة بالأنقليس خالية من الزعانف ولذلك فهي لا تتمكن من السباحة بصورة
جيدة وإنما تحفر في طين القاع وتبقى هناك زمنًا طويلاً، وقد تكيفت زعانفها
لاستخدامات أخرى غير السباحة. فمثلاً للأسماك الطيارة زعانف شبيهة بالأجنحة
تساعدها على الانزلاق فوق سطح الماء. ولسمكة السراب زعانف عضلية تستخدمها
للحجل على الأرض.
وتشتمل الأسماك العظمية الحديثة الأخرى على سمك
الحَفْش (الاسترجون) وسمك الجَدْف، والسمك الجراح وعنز البحر. ويعد الحفش
من أضخم أسماك المياه العذبة على الإطلاق، فقد بلغ وزن أضخم سمكة حفش صيدت
في إحدى المرات نحو 1,500كجم. ويغطي أجسام أسماك الحفش غطاء شبيه بالدرع
بدلاً من القشور يتكون من خمسة صفوف من الصفائح العظمية السميكة. ويعيش بعض
أنواع الحفش في المياه الملحة، ولكنه يعود إلى المياه العذبة لوضع البيض.
أما سمكة الجدْف فهي سمكة غريبة الشكل تعيش فقط في الصين ووادي المسيسيبي
بالولايات المتّحدة الامريكية، ولها أنف ضخم يشبه تقريبًا مجاديف الزورق.
يعيش السمك الجراح وسمك عنز البحر في المياه الدافئة
الضحلة للشعاب المرجانية، وهي أسماك ذوات ألوان زاهية في الغالب ولبعضها
أنماط جميلة.
الأسماك العظمية البدائية. تشمل نحو 15 نوعًا من سمك البتشير والسيلاكانث والسمكة الرئوية.
وتمثل هذه المجموعة أقل من 1% من أنواع الأسماك. ولهذه الأسماك ذات الأشكال
الغريبة صلة وثيقة بالأسماك التي عاشت منذ ملايين السنين.
وتعيش جميع الأسماك العظمية البدائية ـ ما عدا أسماك
السيلاكانث ـ في المياه العذبة. ويعيش السيلاكانث في المياه البحرية
المتاخمة للشاطئ الجنوب الشرقي لإفريقيا وهي ليست وثيقة الصلة بأي سمكة
أخرى تعيش حالىًا. ويوجد نوع واحد فقط من أسماك السيلاكانث.
وتعيش أسماك البتشير في إفريقيا الاستوائية. وهي أسماك
بطيئة الحركة وجسمها طويل ونحيل ومغطى بقشور سميكة. وتعيش الأسماك الرئوية
في إفريقيا وأستراليا وأمريكا الجنوبية وهي تتنفّس بأعضاء تشبه الرئات،
وبالخياشيم أيضًا، ويمكن للأنواع التي تعيش في إفريقيا وأمريكا الجنوبية أن
تبقى دون غذاء أو ماء أطول من أي فقاريات أخرى. ويمكنها أن تعيش مطمورة في
الطين شهورًا طويلة في كل مرة، وهي لا تشرب ولا تأكل طوال هذه الفترة.
أسماك القرش والشِّفْنين والكمِّير
يبلغ العدد الكلي لأنواع أسماك القرش والشفنين نحو 965 نوع
أي مايقارب 4% من الأسماك المعروفة كلها، وتمتاز أسماك القرش بوجود فكوك
ولديها هيكل غضروفي. وتعيش كلها في المياه الملحة تقريبًا. وتعّدُّ أسماك
القرش والشفنين أكثر أعضاء هذه المجموعة أهمية وتكون نحو 925 نوعًا.
للغالبية العظمى من أسماك القرش أجسام شبيهة بالطوربيد.
وتشبه أجسام معظم الشفنين فطيرة مفلطحة تقريبًا بينما تمتد زعنفة كبيرة
شبيهة بالجناح من كل جانب من جانبي رأس وجسم الشفنين المفلطحين. أما القرش
الملائكي فجسمه مفلطح، ولكن سمكة أبو منشار وقليلاً من أنواع الشفنين
الأخرى، تشبه الطوربيد في شكلها. ونتيجة لذلك فإن أفضل طريقة للتفرقة بين
القرش والشفنين هو موقع الفتحات الخيشومية حيث تشبه الفتحات
الخيشومية في أسماك القرش والشفنين شقًا صغيرًا يقع خلف العينين مباشرة
وتؤدّي إلى الخياشيم. أما الفتحات الخيشومية للقرش فتوجد على جانبي الرأس
وخلف العينين مباشرة. بينما توجد الفتحات الخيشومية للشفنين أسفل الزعانف
الجانبية.
وتشمل أسماك الكمير أو سمك الجرذ مايقارب 40 نوعًا.
والسمكة من هذين النوعين متوسطة الحجم وعيناها كبيرتان وذيلها طويل مسحوب
ومدبب وتعيش بالقرب من قاع البحر، وللعديد من الأنواع فم طويل مدبب.
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى